مدينة كنعان

مدينة كنعان

مدينة كنعان هي مجموعةٌ من الأراضي الّتي سكنها الكنعانيّون في القدم، والكنعانيّون هم أشخاص من نسل حام بن نوح، وسُمّوا بالكنعانيّين نسبةً إلى الأراضي المنخفضة التّي كانوا يعيشون فيها، فاشتُقّت كلمة كنعانيّين من كلمة كنع وهي المنخفض، وقد أطلقت الأقوام الأخرى عليهم هذا الاسم، وأكّد العديد من الباحثين أنّ الكنعانيّين أطلقوا هذا الاسم على أنفسهم.

استوطن الكنعانيّون شمال الأردنّ وفلسطين وسوريا ولبنان في العصور القديمة، وكانت أرضهم من الأراضي المُتنازع عليها من قِبل العديد من الإمبراطوريّات القديمة، مثل الإمبراطوريّتين: الآشوريّة، والمصريّة؛ لتميّزها وأهمّيتها السّياسية في حقبة العمارنة في العصور البرونزيّة، فقد قامت الدّولة المصريّة بغزوها لفترة دامت لمدة 12 قرناً، من خلال معركة مجدو في عام 1468 قبل الميلاد، وأُطلق في ذلك الوقت على أرض كنعان اسم الدّولة الحروية، وتلا الغزو المصري غزو الحوثيين والذي سقط على يد الآشوريين والإغريق.

تمّت إعادة تسميةِ جزءٍ من أرض الكنعانيّن بسوريا بعد السّيطرة عليها من قبل الرّومان، وذكر ذلك في الإنجيل العبري، وقام بعد ذلك الكنعانيّون بتأسيس بعض المستعمرات الكنعانيّة من الجهة الغربية من البحر المتوسط إلى أحد الواصل إلى السّاحل الأطلسي في القرن السّابع قبل الميلاد.

أصل الكنعانيّين

تعدّدت الآراء حول أصول الكنعانيّين؛ فقال العديد من المؤرخين إن الكنعانيّين هاجروا من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين ومدينة أريحا، واعتقد بعض المؤرخين الآخرين أنّ الكنعانيّين هاجروا من جنوب سوريا إلى مناطق جنوب عمان، وبعض المؤرّخين الآخرين قالوا إنّ أصولهم تعود إلى سواحل الخليج العربي بسبب تشابه أسمائهم، وأشارت العديد من الدّراسات الحديثة أنّ الكنعانيّين شعبٌ من أصل إفريقي ومصري بسبب ضخامتهم وبنيتهم الجسدية.

اللغة والطّقوس عند الكنعانيين

كان الكنعانيّون يتحدثون باللغة الكنعانيّة وهي لغة تُشبه لغةَ العموريين والغربيين في عصرهم، ومن عاداتهم المميزةِ دقُّ الطّبول عند التّطهير؛ اعتقاداً بأنّها تُبعد الأرواح الشّريرة من المكان، كما تميزوا بصهر التّماثيل عند التّطهير كطقس من طقوسهم، وكانت لهم العديد من الأعياد؛ كعيد الهرفيس، وعيد رشف والأدونيات، وعيد ياشمون وملكارت، وكانوا يضعون بعض الألواح الزّجاجية عند تثبيت الطّين في القبر، وكانت تُشكّل الألواح الزّجاجيّة لوحةً مميزةً لوجه الميت.

اعتاد الكنعانيون في طقوسهم على وضع القرابين مع الموتى، فقد عثر بأحد الآثار على قرابين تُمثّل بعض الحيوانات في بقايا المدن، وسبعة أوعية تأتي كل منها على شكل زهرة سوسن، واعتاد الكنعانيّون أيضاً على الاغتسال بعد الحرب باعتبار الحرب رجيمة يجب إزالة آثارها.